الجمعة، 14 فبراير 2014

رحلات قرآنية (25) زاد الرحيل

❀ رحلات قرآنية في ظل سورة البقرة اية (165) ❀
هانحن واياكم نبحر في بعض من ايات
الله الكريم
ومع رحلتنا الخامسة و العشرون من سورة البقرة
نسأل الله الاخلاص والتوفيق
●•
 
الاية
 ●•

التفسير :
 
أن ( مِنَ النَّاسِ ) مع هذا البيان التام من
 يتخذ من المخلوقين أندادا لله أي: نظراء 
ومثلاء, يساويهم 
في الله بالعبادة والمحبة, والتعظيم والطاعة.

ومن كان بهذه الحالة - بعد إقامة الحجة,
 وبيان التوحيد - علم أنه معاند لله, مشاق له,
 أو معرض عن تدبر آياته والتفكر في مخلوقاته
, فليس له أدنى 
عذر في ذلك, بل قد حقت عليه كلمة العذاب.

وهؤلاء الذين يتخذون الأنداد مع الله, 
لا يسوونهم بالله في الخلق والرزق والتدبير,
 وإنما يسوونهم به في العبادة, فيعبدونهم، 
ليقربوهم إليه، وفي قوله: ( اتخذوا ) 
دليل على أنه ليس لله ند وإنما المشركون جعلوا 
بعض المخلوقات أندادا له, تسمية مجردة,
 ولفظا فارغا من المعنى،
 كما قال تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ
 تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ .

مدح الله المؤمنين بقوله:
 ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) 
أي: من أهل الأنداد لأندادهم, لأنهم أخلصوا محبتهم له,
 وهؤلاء أشركوا بها، ولأنهم أحبوا من يستحق
 المحبة على الحقيقة, الذي محبته هي عين
 صلاح العبد وسعادته وفوزه، والمشركون 
أحبوا من لا يستحق من الحب شيئا,
 ومحبته عين شقاء العبد وفساده, وتشتت أمره.

فلهذا توعدهم الله بقوله: 
( وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) 
باتخاذ الأنداد والانقياد لغير رب العباد وظلموا
 الخلق بصدهم عن سبيل الله, 
وسعيهم فيما يضرهم.

( إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ) 
أي: يوم القيامة عيانا بأبصارهم، 
( أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) 
أي: لعلموا علما جازما, أن القوة والقدرة لله كلها, 
وأن أندادهم ليس فيها من القوة شيء، فتبين لهم في ذلك 
اليوم ضعفها وعجزها, لا كما اشتبه عليهم في الدنيا,
 وظنوا أن لها من الأمر شيئا,
 وأنها تقربهم إليه وتوصلهم إليه، 
فخاب ظنهم, وبطل سعيهم, وحق 
عليهم شدة العذاب, ولم تدفع عنهم أندادهم شيئا,
 ولم تغن عنهم مثقال ذرة من النفع، بل يحصل لهم الضرر منها,
 من حيث ظنوا نفعها.  
 أنتهى

تفسير سورة البقرة بواسطة تفسير السعدي
  ●•




وأخيرًا ♪
فضلاً انشروا عبق همساتنا لمن حولكم
رزقكم الله جنانه !!

خدمة زاد الرحيل
جسد يبلى واثر يبقى